الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: تحفة المحبين والأصحاب في معرفة ما للمدنيين من أنساب **
" بيت السمان " أصلهم أحمد بن عبد الله الحجازي الثقفي الشهير بالسمان. قدم المدينة المنورة في حدود سنة 1050. وكان رجلًا كاملًا عاقلًا يتعاطى صنعة السمانة بالديانة والأمانة إلى أن توفي. وأعقب من الأولاد: محمدًا وحسنًا. فأما محمد فكان رجلًا صالحًا على طريقة والده فوسع الله عليه في الدنيا واشترى عدة عقارات من بيوت ونخيل. وتعاطى مع السمانة صنعة الفلاحة في حديقته المعروفة بأم هانئ بجزع السيح وغيرها. وكان محبًا للسادة والعلماء والمشايخ. وأوقف جملة كتب معتبرة على الطلبة بالمدينة المنورة. ولم يزل مواظبًا على الطاعات وحضور الجماعات إلى أن أدركته الوفاة. وأعقب من الأولاد: سالمًا وأحمد وعائشة زوجة ابن عمها عبد الكريم بن حسن المزبور والدة أولاده. فأما سالم فكان رجلًا صالحًا على طريقة أبيه وجده إلى أن توفي. وأعقب من الأولاد: محمدًا وحسنًا وآمنة. فأما محمد فكان رجلًا كاملًا وسافر إلى الديار الهندية. وتوفي بها عن غير ولد. وأما حسن فكان رجلًا متحركًا. سافر مرارًا عديدة إلى الديار الرومية. وكان صاحب ثروة. وصار خطيبًا وإمامًا. توفي بمكة المكرمة خفية. ويقال: إن الشريف مساعدًا أمر بقتله - والله أعلم - سنة 1172. وأعقب من الأولاد سالمًا فكان شابًا صالحًا نشأ على طلب العلم وحفظ القرآن وصلى به المحراب النبوي التراوييح في شهر رمضان وتزوج وتوفي شابًا عن غير ولد سنة 188. وأما أحمد بن محمد المزبور فكان رجلًا صالحًا مباركًا يصب الشمع ويبيعه. وكان ملازمًا للصلوات مع الجماعات إلى أن مات. وأعقب من الأولاد: محمد. وصار في وجاق الإنقشارية. وهو رجل لا بأس به. وتوفي عن بنت تزوجها مصطفى وأما حسن بن أحمد المزبور فكان رجلًا كاملًا عاقلًا على طريقة والده وزيادة مواظبًا على الطاعات والجمع والجماعات إلى أن مات. وأعقب من الأولاد: محمد سعيد وعبد الكريم وأحمد وعبد الرحمان وفاطمة زوجة يحي القرشي والدة أولاده. فأما محمد سعيد فمولده في سنة 1100. وكان رجلًا كاملًا صالحًا مباركًا. خاله الشهاب أحمد المجذوب المشهور بالولاية. وكان محمد سعيد المزبور يبيع السمن في دكانه في السوق. وكان ملازمًا للمسجد الشريف إلى أن توفي سنة 1190 وأعقب من الأولاد: إبراهيم. فأما إبراهيم. فكان رجلًا كاملًا مباركًا شجاعًا. وصار جربجيًا في القلعة السلطانية. وتوفي شهيدًا يوم الجمعة من جملة المدعوسين بالأرجل بباب الرحمة في 17 ربيع الثاني سنة 189. ولم يعقب. ومات في حياة أبيه المزبور. وأما عبد الكريم فكان رجلًا كاملًا عاقلًا انسلخ من السمانة وتزيا بزي أهل الديانة فصار في عظمة. ولقبه الناس بسارق الحشمة إلى أن استحوذ على الشيخ محمود شيخ الزاوية القادرية بباب النساء عن أبيه وجده فصار يسلفه الدراهم والحب والتمر والسمن إلى أن بلغ عنده من الدين " 500 غ " فشدد عليه الطلب حتى أساء الأدب فلم ينفك عنه حتى فرغ له بوظيفة مشيخة الزاوية المزبورة فراغًا معادًا. وسافر الشيخ محمود إلى جهة بغداد فلم يتحصل على المراد. وتوفي بها سنة 1136. وتمت الزاوية لعبد الكريم المزبور فلبس الخرقة وتصدى للمشيخة وعمر الزاوية وأوقفها واتخذها سكنًا وغير معالمها ومراسمها حتى أنه تجرأ وهدم قبر واقفها لأنه دفن فيها. ولم يتحاشى منه. وجعل موضعه مجلسًا له. فلم يتفق أنه جلس فيه أبدًا لأن الله " تعالى " أغير. وتوفي في سنة 1153. وأعقب من الأولاد: محمدًا وفاطمة زوجة الشيخ محمد سعيد طاهر الكردي والدة ولده عبد القادر. وطلقها فتزوجها محمد كتخدا قمقمجي والدة ولده جعفر. وهي موجودة اليوم. فأما محمد فمولده في سنة 1130. ونشأ نشأة صالحة في غاية من الرفاهية والدلال وكان في غاية الكمال يلبس الثياب الفاخرة مقبلًا على الدنيا معرضًا عن الآخرة إلى أن توفي والده المزبور فانسلخ من تلك الأمور ولبس الثوب الخشن والعمامة الخشنة والعباء والصوف وصار بالعزلة معروف. وحقيقته رجل صالح مقبل على شأنه وخير الناس من سلم المسلمون من يده ولسانه. وعمر الزاوية بالذكر لا سيما بعد العشاء والعصر. واشتهر ذكره في الأقطار حتى وصل إلى السودان والمشرق والمغرب ومصر والشام واليمن وبلاد نعمان. وتوفي الشيخ محمد المذكور يوم الأربعاء في 2 ذي الحجة الحرام سنة 1189. ودفن تجاه " قبة الأزواج ". وأعقب من الأولاد: عبد الكريم وآمنة زوجة سالم سابقًا وعثمان وهي موجودة الآن. فأما عبد الكريم فمولده في سنة 1152. ونشأ نشأة صالحة كأبيه " ومن يشابه أبه فما ظلم " فلما توفي والده الممزبور انسلخ مما انسلخ أبوه من جميع تلك الأمور وتخلل بالعباء ودخل الخباء. ولما توفي والده كان مجاورًا بمكة المكرمة بأهله وعمه وأولاد عمه أحمد وجميع الرواتب التي كانت في أيام والده جارية في الزاوية. ووالدة عبد الكريم المزبور ملكة بنت مصطفى الشرواني. يقال: إن أباها كان يحبه فزوجه إياها. وقد اعترض عليه كثير من الأعيان في تزويجها لولد السمان. وأما أحمد بن حسن المزبور فكان رجلًا كاملًا عاقلًا. وصار في وجاق الإنقشارية. ثم خرج من المدينة المنورة بالفرمان السلطاني. وسكن قبا في الفتنة الواقعة في سنة 1156. ثم رجع إلى المدينة المنورة وصار بيرقدار القلعة السلطانية. وكان في بدايته فقير الحال. ثم صار صاحب أموال عظيمة يقال: إنه خلف نحو 30. 000 " غرش ". وكان يتعاطى بيع التمر والفلاحة. واشترى جملة عقارات من نحيل وبيوت وتعلقات. وتوفي سنة 1175. وأعقب من الأولاد: عبد الله وحامدًا وحسنًا وأبا بكر وعمر وعثمان ومحمدًا وزبيدة زوجة عبد الكريم والدة أولاده. وكلهم موجودون بقيد الحياة على طريقة والدهم من البيع والشراء والفلاحة ماعدا أبا بكر فإنه مشغول بطلب العلم الشريف الأنور. ورام أن يصير خطيبًا وإمامًا فلم يرض به الخطباء وأما عبد الرحمان بن حسن المزبور فكان رجلًا كاملًا يحفظ القرآن ويدارسه في شهر رمضان. وكان يحب الصالحين والفقراء والمساكين. وكان يواسي سادات بن علوي ويكرمهم ويرفع قدرهم ويعظمهم. وكان ابتدأ فقير الحال. وبسبب البيع والشراء صار يعد من أصحاب الأموال. واشترى جملة من العقارات لا سيما من الدكاكين والصرر والجرايات. وأعتق عدة من العبيد لوجه الحميد " المجيد " وتزوج واقتنى الإماء. ولم يولد له فلعله عقيم. وتوفي سنة 1192. والله تعالى أعلم. بيت السقاط " بيت السقاط ". أصلهم الحاج محمد السقاط المغربي الفاسي. ولم أقف على سبب هذا اللقب. قدم المدينة المنورة في سنة 1160. وكان رجلًا كاملًا عاقلًا " موفقًا للخير ملازمًا للمسجد النبوي في غالب الأوقات. وكان صاحب ثروة إلى أن مات سنة 1172. وأعقب من الأولاد: صاحبنا الحاج محمد. وكان رجلًا كاملًا عاقلًا " قدم المدينة المنورة مع والده. وسافر إلى مصر المحروسة. وأقام بها مدة. ثم رجع إلى المدينة. وصار جوربجيًا في وجاق النوبجتية ومشدًا بباب الحجرة النبوية. وعمر حديقة لطيفة بخط الصاغة وغرس " فيها " نفائس النخل والأشجار. وصارت مقيلًا للصالحين والأخيار. وتوفي سنة 1189. عن الأولاد: محمد العربي وفاطمة زوجة مصطفى يكشهرلي أفندي. وتوفي عنها وليس لها منه ولد. بيت سفر أمين " بيت سفر أمين " أصلهم محمد أمين بن علي بن عبد الله السليماني الشهير بسفر. قدم جده المزبور إلى المدينة المنورة. وكان رجلًا صالحًا من أحسن المجاورين. وتوفي. وأعقب من الأولاد: علي. فكان على طريقة والده. وتزوج أخت علي سفر الآتي في بيت ظافر آغا فولدت له محمد أمين المزبور فنشأ نشأة صالحة. وصار في وجاق القلعة السلطانية. ثم خرج منه بسبب أنه كان يهوى شخصًا بارع الجمال ولا يمكن أن يجتمع إلا في الدرس. فاشتغل بطلب العلم وحضور الدرس الذي يحضره محبوبه. وتم له مطلوبه فبرع في العلم والحفظ والفهم حتى صار يضرب به المثل. وقال: طلبنا العلم لغير الله فأبى أن يكون إلا لله. وقد ترجمه كثير من المؤرخين. وتوفي سنة 1125. وأعقب من الأولاد: أحمد ومصطفى ومحمد سعيد وأسماء. زوجة الشيخ بركات الرفاعي والدة أولاده. فأما مصطفى فكان رجلًا عاقلًا فاضلًا سافر إلى الديار الرومية. ثم رجع إلى المدينة المنورة. وكان يغلب عليه المجون والخلاعة. وتوفي سنة 1156. وأعقب: عبد الله الموجود اليوم. وله ولد يسمى مصطفى. وأما محمد سعيد فمولده في سنة 1113. ونشأ نشأة صالحة وصار في وجاق الإسباهية. ثم تركه. واشتغل بطلب العلوم حتى بلغ منها ما يروم. وسافر إلى الروم ومصر والشام ورجع منها بمزيد " العز " والإكرام. وصار خطيبًا وإمامًا ثم تركهما. وكف بصره فاشتغل في بالتدريس. وله شعر رائق ونثر فائق. وبيني وبينه صحبة ومحبة وخلة ومودة. وكان شريكنا في الدرس والطلب. وتوفي سنة 1194. وقد مات له ولدان كبيران في حياته: محمد أمين وعبد الرحمان. وأعقب بعد مماته: أحمد وعليًا ومصطفى وإسماعيل. فأما أحمد فمولده في سنة 1158. ونشأ نشأة صالحة واشتغل بطلب العلم الشريف. وصار إمامًا حنفيًا. ثم فرغ بها لأولاده وتقلد بمذهب الإمام أحمد بن حنبل. وسافر إلى الروم ومصر والشام وبغداد واليمن الميمون. وكان قليل حظ. وصار يدرس. وله نظم ونثر. وهو رجل لا بأس به. وتوفي سنة 1194. قبل والده بقليل. وله ولد سماه أبا بكر موجود اليوم. " بيت سفر الشامي ". أصلهم الحاج سفر الشامي الدمشقي نزيل المدينة المنورة. " قدمها ": في سنة 1100. وكان رجلًا كاملًا عاقلًا يتعاطى التجارة في البيع والشراء إلى أن صارت له ثروة عظيمة. وكان حريصاُ على الدنيا شديد البخل بها يقال: إن سبب وفاته أن بعض قضاة المدينة طلب منه أن يصارفه ريالات ويأخذ منه " الطرلية " لأجل خفتها في الطريق فحلف " له " بالله العظيم أن ما عنده منها شيء. فلما خرج من عند القاضي وأراد النزول من المحكمة سقط من أعلاها إلى أسفلها فانكب على وجهه فمات في الحال. وقد ورد في الحديث: إن اليمين المغموس تدع الديار بلاقع. - نسأل الله العافية - فجهز من ساعته ودفن وختم على بيته لأن أولاده صغار. ثم فتح بيته فلم يوجد فيه شيء من الدراهم فتعجب الحاضرون من ذلك. فقال لهم أصغر أولاده: أنا أدلكم على ذلك. افتحوا هذه الطاقة المسدودة بالطين ففتحوها فوجدوها ملآنة بالأكياس المملوءة وغالبها طرلية. فقال: إن الذي خص القاضي من قسمة ذلك المال هو القدر الذي طلبه منه مصارفة. وبلغني أن الذي خص كل ولد 32. 000 غرش. وقد أضاع أولاده هذا المال وصاروا إلى أسوأ حال. وكانت وفاته سنة 1128. وأعقب من الأولاد: محمدًا ورجبًا وشعبان. فأما محمد فطلع مثل أبيه في البخل والشح. وتوفي بعد والده في سنة 1138. وأعقب من سفر. ووالدته صالحة بنت الشيخ عبد الرحمان القشاشي. وتزوجت على السيد أحمد الأزهري. وسلمته مال الأيتام. فكان هذا سبب ضياعه فنشأ سفر المذكور في حجر السيد أحمد المذكور. وصار عسكريًا في وجاق النوبجتية إلى أن توفي فجأة سنة 1178. وأما رجب المذكور فنشأ نشأة صالحة. وصار مشدًا بباب الحجرة النبوية. وتوفي شابًا في سنة 1142. ولم يعقب. وقد أضاع ماله في الترفهات. وأما شعبان المزبور فقد أضاع ماله في أكل الأفيون. وطال عمره حتى صار ربما يسأل الناس. وتوفي في سنة 1187. وأعقب بنتًا تسمى محصنة زوجة الخطيب حسن الغلام. بيت السندي " بيت السندي ". نسبة إلى بلاد السند المشهور. وإليه ينتسب كثير. فمن أشهرهم بيت أحمد أفندي السندي. ومنهم بيت الدرويش عثمان السندي. ومنهم بيت الشيخ مقيم السندي وغيرهم. وبلغني أنهم يبلغون يوم تاريخه في العدد مائتي شخص. ولهم أوقاف من بيوت ونخيل توزع عليهم كل عام على يد شيخهم وناظرهم. ومنهم صاحبنا العلامة الشيخ أبو الحسن السندي. قدم المدينة المنورة سنة 1165. وكان رجلًا فاضلًا اشتغل بعلم الحديث حتى لربما لم يصر له نظير ولا شبيه ملازمًا للمسجد الشريف النبوي حتى بلغت دروسه في اليوم والليلة أكثر من عشرة. واشتغل أيضًا بتحصيل الدنيا فتحصل على أموال عظيمة. وصار يعد من أصحاب الثروات. وتزوج عدة زوجات. وتوفي سنة 1187. وأعقب من الأولاد: أحمد. فأما أحمد المزبور فنشأ نشأة صالحة. إلا أنه ذميم الخلقة مكسر الأعضاء قصير القمة جدًا ضعيف البنية. وإذا رآه الرائي من بعيد يظنه يمشي على العصا. وأما من النباهة وعدم البلاهة فعلى جانب عظيم خصوصًا في أمر الدنيا. وسافر إلى مصر بحرًا قاصدًا الروم فمات في المركب ودفن في جوف البحر. ولم يعقب. بيت السيواسي " بيت السيواسي ". نسبة إلى مدينة سيواس المشهورة بالديار الرومية. وإليها ينتسب كثير وأشهرهم أهل هذا البيت. وأول من قدم منهم المدينة المنورة إبراهيم آغا السيواسي وقد تقدم ذكره في الآغا من حرف الهمزة. بيت السكري " بيت السكري ". أصلهم الحاج محمد السكري المصري. قدم المدينة المنورة وهو رجل كامل عاقل. وتوفي وأعقب من الأولاد: عبد القادر ومحمدًا وعمر. فأما عبد القادر فكان رجلًا كاملًا عاقلًا يتعاطى الفلاحة والزراعة والبيع والشراء في دكانه. وهي باقية في أولاده. وتوفي سنة 1145. وأعقب من الأولاد: يحي. ونشأ على طريقة والده. وكان رجلًا مباركًا. وتوفي. وأعقب من الأولاد: عمر فنشأ متحركًا متكلمًا. إلا أنه رجل كامل عاقل. وصار في وجاق القلعة السلطانية. وسافر مرة نجابًا إلى الدولة العلية. ولا عيب فيه إلا أنه قليل حظ. وعلى الحظ لا عليه الملام. وله بنت متزوجها الآن الخطيب قاسم بن أبي السعود مغلباي. وله ولد جميل الصورة في صفرة يسمى " حسنًا " ووظيفته يزور الأعيان ومن جملتهم صرة أميني الدولة العلية. والدتهما بنت الشيخ علي البصراوي شيخ المزورين سابقًا. بيت الساكت " بيت الساكت ". أصلهم السيد محمد الهندي الساكت. قدم المدينة المنورة في سنة 1160. وكان رجلًا صالحًا مباركًا كاملًا ملازمًا للمسجد الشريف. ولقب بالساكت لكثرة سكوته. واستفرغ الزاوية الأحمدية المقابلة لباب الرحمة وعمرها وسكن فيها مع أولاده. وتوفي سنة 1170. وأعقب من الأولاد: أبا بكر والشريفة خديجة زوجة الشيخ عبد القادر طاهر الكردي والدة أولاده. وأما السيد أبو بكر المذكور فنشأ نشأة صالحة وحفظ القرآن العظيم. وصار نائب الأئمة الحنفية في الروضة الشريفة النبوية. وحاول أن يكون إمامًا فأبى الأئمة حسدًا. وكان السيد المذكور على جانب عظيم من الصلاح وحسن الخلق. وتوفي في سنة 1194 عن ولد صغير مات بعده. بيت سويرح " بيت سويرح ". تصغير سارح. أصلهم موسى سويرح الشرقي الأصل من البلدان النجدية. قدم المدينة المنورة في سنة 1000. وكان رجلًا صالحًا مباركًا يتعاطى بيع العباء ملازمًا للمسجد الشريف لا سيما في أوقات الصلاة إلى أن مات. وأعقب من الأولاد: محمدًا وأحمد. فأما محمد فكان على طريقة والده. وكان " رجلًا " كاملًا عاقلًا. وطلب العلم الشريف وحفظ القرآن المنيف. وتوفي. وأعقب من الأولاد: موسى وصالحًا وعبد القادر. وأما صالح فكان رجلًا متحركًا متكلمًا. وصار من العسكر. وتوفي. وأعقب من الأولاد: محمد وهو رجل لا بأس به. ويتعاطى صنعة الصياغة. وأما عبد القادر فكان رجلًا كاملًا عاقلًا. وكان حسن الخط وصار في وجاق القلعة السلطانية. وصار عمدة غالب الناس في قبض المعلوم لما فيه من الأمانة. وصار صاحب ثروة. وكان بيننا وبينه محبة وصحبة. وتوفي سنة 1187. وأعقب من الأولاد: إبراهيم وفاطمة زوجة عمر الرشيد ومارية زوجة أبي بكر هارون الهندي العطار. فأما إبراهيم فصار في وجاق الإنقشارية. وسافر إلى الديار الرومية. ثم رجع وهو الآن بالمدينة النبوية. وأما أحمد سويرح المزبور فكان رجلًا كاملًا عاقلًا. وطلب العلم الشريف وصحب الملا إبراهيم الكردي الكوراني ولازمه إلى أن مات. ثم صحب ولده شيخنا محمد أبا الطاهر وكانت له فضيلة تامة بمعرفة الحساب والفرائض إلى أن توفي سنة 1144. وكانت بينه وبين والدنا محبة شديدة وصحبة أكيدة. ثم توفي وله نحو عشرة الأولاد: وكلهم ماتوا. ولم يبق إلى أولاد بعضهم بمدينة خير العباد. " بيت السعودي ". أصلهم الحاج محمد السعودي الصعيدي. قدم المدينة المنورة. وكان رجلًا كاملًا عاقلًا. وكان يتعاطى بيع الحبوب وصار صاحب ثروة. وعمر الدار الكبرى التي بعلو حوش التركي تجاه مقام سيدنا مالك بن سنان الأنصاري - رضي الله عنه - وصار في وجاق القلعة السلطانية جوربجيًا. وتوفي سنة 1160. وأعقب من الأولاد: حسنًا وهيلة زوجة صهرنا عذيب القبيطي والدة أولاده. وأما حسن فكان رجلًا كاملًا وصار كاتب القلعة السلطانية. وكان على طريقة والده إلى أن توفي شهيدًا مدعوسًا بباب الرحمة يوم الجمعة 17 ربيع الثاني سنة 1189. بيت السبحي " بيت السبحي ". نسبة إلى صنعة السبح المعروفة. وإليهم ينتسب كثير بالمدينة المنورة وغالبهم هنود وسنود. ودكاكينهم في جهة باب الرحمة. فمن أشهرهم أهل هذا البيت. وأول من قدم منهم المدينة المنورة الشيخ مديني السندي. قدمها مع والده المزبور صغيرًا فنشأ نشأة صالحة وحفظ القرآن العظيم وجوده. وقرأ على السبع. وطلب العلم الشريف. وكل هذا وهو مشتغل في دكانه بصنعة السبح. ثم تولى الخطابة والإمامة عن محلول الشيخ عبد الرحمان الكازروني خطيب العيدين. وتقرر في الوظيفتين المزبورتين والدنا حين كان بالروم بفرمان سلطاني. فلما وصل المدينة وجد الشيخ مديني قد تقرر فيهما من باشة مصر المحمية فثبت أن الحق للوالد وتركهما له لما كان بينه وبينه من المحبة والمودة. وهما باقيتان بأيدي أولاده إلى اليوم. فترك الشيخ مديني الجلوس في الدكان وصار يشتغل في البيت ثم صار صاحب ثروة بسبب أنه كان وصيًا على أولاد الشيخ عبد الحفيظ السندي. وكان رجلًا كاملًا. وتوفي سنة 1133. وأعقب من الأولاد عبد الخالق وعائشة زوجة الدرويش عثمان والدة أولاده وقد سبق ذكرهم في حرف الدال. فأما عبد الخالق فانتشأ نشأة صالحة وحفظ القرآن العظيم وسافر إلى الهند وحصل له قبول وإقبال. ورجع إلى المدينة على أحسن حال. وباشر الخطابة والإمامة. وكان يغلب عليه حالة الدراويش من ترك التصنع في كل شيء. وهو رجل صالح مبارك لا بأس به. وقد ترك مباشرة الخطابة والإمامة لولده: عبد الباقي. وهو رجل لا بأس به كامل عاقل سافر إلى مصر والشام والروم والمغرب وما حوى. وعلى الحظ لا عليه الملام وهو موجود بها الآن. وله بنت صغيرة لا غير من بنت عمر البساطي. " بيت سرموم ". أصلهم الحاج يوسف الرومي سرموم. ومعناه بالعربية " شيخ الشماعين " قدم المدينة المنورة على قدم التجريد في سنة 1100. وكان رجلًا صالحًا مباركًا من أحسن الناس. وتوفي. وأعقب من الأولاد: محمد. وكان على طريقة والده. وصار في وجاق النوبجتية. توفي. وأعقب من الأولاد: صاحبنا إبراهيم الموجود الآن. وهو رجل مبارك صالح ملازم للمسجد النبوي وله ولد اسمه حمزة على طريقته مشتغل بفلاحة الحدائق والزراعة. وشهرته بين كثير من الناس بإبراهيم مشعل. وسببه أن والده توفى وتركه صغيرًا فتزوجت أمه سلمان بن مشعل الظاهري فرباه مع أولاده. وصار كأنه واحد " من حرب فتشبه بهم في لباسهم وأقوالهم وأفعاهم فلذلك إذا رآه الرائي يظنه " من حرب عرب الحجاز. وقد قيل " من تشبه بقوم فهو منهم ". بيت السرايلي " بيت السرايلي ". نسبة إلى السراية السلطانية مسكن الدولة العثمانية. وإليها ينتسب كثير من المجاورين بمدينة سيد المرسلين فمن أشهرهم صاحبنا محمد أفندي السرايلي الرومي. قدم المدينة المنورة في سنة 1160. وكان رجلًا كاملًا " عاقلًا " من أحسن المجاورين ملازمًا للمسجد النبوي في غالب الأوقات يحفظ القرآن عن ظهر غيب. ويجوده على السبع القراءات. وصار خطيبًا وإمامًا. وباشر الإمامة. ولم يباشر الخطابة. ثم فرغ بالخطابة لصاحبنا حسين أفندي الزيلوي نائب القاضي. وكان صاحب ثروة وعمر الدار الكبرى المقابلة لسقيفة الأمير من أوقاف عنبر آغا. وسكنها. وتوفي سنة 1192. وسافر إلى الروم مرارًا عديدة. وفي كل مرة يستفيد فائدة جديدة. وفي سنة 1178. وصل إلى المدينة المنورة أخوه أحمد آغاي الإسباهية. وهو رجل كامل صاحب أخلاق مرضية وكمالات علية. وسافر إلى الروم. ورجع إلى المدينة المنورة بكل ما يروم. وصار في سنة 1195 وسنة 1196 قائمقام آغاة القلعة لما قبض الشريف سرور آغاة القلعة أسعد آغا وسار به إلى مكة. فأقام محمد باشا أحمد آغا المزبور قائمقام آغاة القلعة. وهو فيها الآن. وتزوج على زوجة أخيه. وله منها بنت موجودة اليوم. وكان لهما أخ ثالث يسمى مصطفى أفندي حسن الخط. وكانت صنعته تجليد الكتب. وتوفي سنة 1187. بيت السلاوي " بيت السلاوي ". نسبة إلى مدينة سلا المشهورة بالمغرب " الأقصى وإليها ينتسب كثير. وأشهرهم: صاحبنا الحاج عبد السلام السلاوي المغربي " الفاسي. قدم المدينة المنورة في سنة 1170. وكان رجلًا صالحًا في الظاهر ملازمًا للمسجد الشريف النبوي غالب الأوقات ويقال: إنه يحفظ كتاب دلائل الخيرات. وهو صاحب أموال عظيمة. ويتعاطى البيع والشراء ويسافر إلى جدة المعمورة للتجارة. وتوفي سنة 1194. ووجد عنده من النقود نحو 60. 000 غرش. وتوفي عن غير ولد. وإنما له أخ في المغرب. والوصي على المال زوجته فاطمة بنت مقلب.
"بيت الشرواني ".نسبة إلى مدينة شروان المشهورة بالديار الرومية. وإليها ينتسب كثير. وأشهرهم أهل هذا البيت. وأول من قدم منهم إلى المدينة المنورة علي أفندي بن إبراهيم الشرواني الرومي. وكان وصوله إليها في سنة 1088. ثم في سنة 1090. وصل إليه أخوه يوسف أفندي. وكان أصغر منه سنًا. فأما علي أفندي فكان رجلًا فاضلًا عالمًا عاملًا على طريقة الصوفية. وكان بينه وبين جدنا الشيخ يوسف الأنصاري محبة شديدة ومودة أكيدة. وكان ساكنًا في آخر زقاق العشرة ملازمًا للمسجد النبوي. وكان من أحسن المجاورين سيرة وسريرة. وله تصانيف مفيدة. منها كتاب مفيد في آداب الزائر والمجاور. وكان من كتبي وأهديته إلى واحد من أصحابنا. وكانت وفاته سنة 1118. وأعقب من الأولاد: محمدًا وفاطمة زوجة محمد أفندي بن عبد الرحيم مفتي شروان. فأما صاحبنا محمد أفندي فمولده سنة 1112. ونشأ نشأة صالحة وطلب العلم الشريف. وسافر إلى الديار الرومية ورجع مسرورًا مجبورًا وعاش سعيدًا ملازمًا للمسجد الشريف. وصار إمامًا في المحراب المصطفوي. وصار صاحب ثروة عظيمة. واشترى دار الشيخ زين العابدين المنوفي التي عمرها بسقيفة الرصاص وبستانه الذي أنشأه بقرب البستان الشامي. وكانت وفاته سنة 1197. وأعقب من الأولاد صاحبنا: علي أفندي. ومولده سنة 1134. ونشأ نشأة صالحة على طريقة والده المرحوم. واشتغل بطلب العلوم فبلغ منها ما يروم وبرع في المنطوق والمفهوم. وصارت له وظيفة وعظ على الكرسي بالمسجد النبوي فلهذا اشتهر بواعظ زاده. وصار إمامًا بالروضة النبوية. وتولى نائب القاضي فأظهر الأحكام الشرعية فانتدب لإذايته من لا يخاف الله. وانتهك شريعة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فعزل بعد خمسة وثلاثين يومًا ثم أرادوا إخراجه من المدينة المنورة فكتبوا إلى شريف مكة فأرسل إليه بأن يصل إليه إلى مكة فتعذر إليه من الوصول. وكفاه الله شره ببركة الرسول - صلى الله عليه وسلم - وبيننا وبينه محبة قديمة ومودة مستقيمة. ولولا الحدة التي فيه لكان ماله شبيه. وله أولاد نجباء منهم: أبو السعود وعبد الرحمان وزينب وفاطمة ومريم. فأما أبو السعود فمولده مكة المكرمة في سنة 1168. وطلب العلم الشريف وباشر الإمامة بالمحراب النبوي المنيف. وفي سنة 1189 وردت له براءة سلطانية من الدولة العلية بتجديد وظيفة خطابة حسبية بالمنبر النبوي وقيدت وباشرها. وباشرها. وباشر أخوه الإمامة وهما لا بأس بهما شابان كاملان. أما عبد الرحمن المزبور فمولده سنة 1170 ونشأ نشأة صالحة وحفظ القرآن وصلى به التراوييح في رمضان في دهليز بيتهم وتزوج بنت إسماعيل ببرقدار المصرلي. وأما يوسف أفندي المزبور فكان رجلًا كاملًا عالمًا عاملًا فاضلًا. وصار خطيبًا وإمامًا و " درس عام ". وتولى نيابة القاضي مرارًا عديدة. وتولى نيابة المفتي. وتولى تدريس مدرسة محمد آغا دار السعادة بعد وفاة صهره فيض الله أفندي الرومي. ولم تزل في أولاده إلى أن انتزعها منهم بالفرمان السلطاني السيد جعفر البرزنجي محتجًا بأنها كانت لوالده السيد حسن البرزنجي. وهي في أيدي ورثته اليوم. ولنا فيها وظيفة طلب. ولم يزل يوسف أفندي في سعة من الأولاد والمال معززًا في الحال والمآل ملازمًا للمسجد الشريف النبوي غالب الأوقات إلى أن أدركته الوفاة في سنة 1134. وله تصانيف كثيرة. أعظمها شرح كتاب المصابيح في ثلاثة مجلدات. وأعقب من الأولاد: مصطفى وأحمد ومريم زوجة محمد أفندي شيخ القراء جدة ولدنا فأما مصطفى فمولده في سنة 1088. ونشأ نشأة صالحة. وسافر إلى الروم ومصر والشام ورجع مسرورًا مجبورًا. واشتغل بطلب العلوم من منطوق ومفهوم وجمع كتبًا مثيرة جدًا. وصار خطيبًا وإمامًا ومدرسًا. وتولى نيابة القاضي مرارًا عديدة. وتولى مشيخة الخطباء. وصار صاحب أموال. ثم حصل " له " بعد ذلك إدبار بعد إقبال ورفعت عنه المدرسة المزبورة أعلاه فسافر في طلبها فلم ترد له وعوض عنها بمائة غرش عن وظيفة تدريس مجددة فرجع إلى مصر. وتوفي بها سنة 1164. وأعقب من الأولاد: محمد أبا الخير وملكة زوجة الشيخ محمد السمان والدة ولده عبد الكريم السمان. فأما محمد المزبور فمولده سنة 1118. ونشأ نشأة صالحة وطلب العلوم واشتغل منها بعلم الفلك والنجوم. وتولى مشيخة الخطباء وكان صاحب سوداء عظيمة ملازمًا للبيت لا يخرج إلا نادرًا للمسجد الشريف. وحصلت عليه هضيمة عظيمة بسبب ولده إبراهيم فحبسوه في القلعة السلطانية ومعه ولده إبراهيم وزين. ومكثوا فيها أيامًا. ثم أطلقوا منها. وكل هذا من الأغراض والأمراض من القاضي وشيخ الحرم وغيرهم. وكانت وفاته سنة 1186. وأعقب من الأولاد: يوسف وأحمد وزينًا وإبراهيم ونعمان وفاطمة زوجة ملا علي الشرواني وطلقها. وماتت. فأما يوسف فنشأ نشأة صالحة وتعلم صنعة الساعات وغيرها. ثم حصل له في عقله بعض خلل. ويزعم أنه مسحور. والله أعلم بحقيقة الأمور فصار ملازمًا للمسجد الشريف النبوي ليلًا ونهارًا صائمًا قائمًا ويقرأ القرآن وبعض الآيات المتعلقة بالسحر. ولا يذهب إلى بيته إلا أحيانًا. ولا يتكلم مع أحد. ولا ندري عن حقيقة أحواله. واختلف الناس فيه فمن قائل إنه رجل صالح مبارك وقائل غير ذلك. والله أعلم به. وله من الأولاد: مصطفى وعبد الرحمان وعبد الرحيم. " ف " أما مصطفى فمولده سنة 1168. وهو رجل كامل لا بأس به. سافر إلى الروم وغاب مدة. ثم رجع إلى المدينة المنورة. ثم رجع مرة ثانية إلى الروم. ونرجو الله تعالى " أن " يبلغنا وإياه ما يروم. وأما عبد الرحمان فقتل شهيدًا بكورة مدفع أصابته في المناخة السلطانية وهو سائر في قضاء حاجة أبيه رماه بها جماعة الشريف من اليمن الذين تركهم في القلعة علم زيارته سنة 1194. وعبد الرحيم صغير موجود اليوم. ولهم عدة أخوات موجودات. وأما أحمد المزبور فنشأ نشأة صالحة حتى أقامه جده مصطفى أفندي لما سافر إلى الروم شيخًا على الخطباء. وطلب العلم بجد واجتهاد. وسافر إلى اليمن ومصر والروم وبغداد. وحاول رد المدرسة المزبورة فلم يتم. ولم يزل بإسلامبول إلى أن توفي بها سنة 1182. ولم يعقب. وأما زين العابدين فنشأ نشأة صالحة. وسافر مع جده إلى الروم ولكنه مسكين قليل الحظ وعلى الحظ لا عليه الملام. وهو في الجملة أحسن إخوانه كلهم. وسافر مع بعض أغوات الحرم إلى السودان. بلاد سنار ولم يرجع إلا بشنار. وهو موجود اليوم كاتبًا للأغوات. وأما إبراهيم المزبور فنشأ نشأة صالحة ولزم البيت على طريقة والده. واشتغل بعلم النجوم والأحكام. وهو رجل كامل لطيف الذات جميل الصفات لكنه فقير الحال جدًا وقليل الحظ. وباشر الخطابة والإمامة بمسجد المظلل بالغمامة. ثم جار عليه الوقت حتى باع وظيفته وجميع أو غالب تعلقاته. ولم يبق ولم يذر. نسأل الله الكريم أن يجود علينا وعليه من فضله العظيم. وأما نعمان فهو كما قيل: إن كل من تسمى بهذا الاسم لم ينجب أبدًا بعد الإمام أبي حنيفة - رضي الله عنه - فما تراه إلا في هيئة خشنة ورؤية غير مستحسنة. نسأل الله العافية ودوام نعمه الوافية. بيت الشامي " بيت الشامي ". نسبة إلى دمشق الشام وإليها ينتسب كثير بالمدينة المنورة. ومن أشهرهم أهل هذا البيت. وأول من قدم منهم المدينة المنورة في سنة 1150 صاحبنا الشيخ مصطفى بن محمد الشامي الأصل المكي المولد. وكان رجلًا فاضلًا عالمًا كاملًا مدرسًا. وصار أمين فتوى المرحوم السيد عبد المحسن أسعد مفتي المدينة المنورة. وكان جميل الهيئة حسن الصمت ذا أخلاق رضية وصفات مرضية ملازمًا " على الصلوات " بالجماعات إلى أن توفي سنة 1185. وأعقب من الأولاد محمد صالح وعفيفة زوجة أبي بكر الحميداني والدة أولاده محمد وعبد الرحيم. فأما محمد صالح فنشأ نشأة صالحة ولوائح الخير عليه لائحة. وباشر الإمامة بالمحراب الشريف بعد طلبه العلم المنيف. ولكنه قليل الحظ وفيه الإسراف حتى باع كثيرًا من مواد أبيه. وتوفي سنة 1188 عن أولاد وبنات موجودين بقيد الحياة. وللشيخ مصطفى المذكور بنات: أم الفضل زوجة عبد الله إلياس المتوفاة عن بنت موجودة. وتزوج بعدها أختها أم الفرج وهي معه الآن. وله منها أولاد. وله أيضًا مريم وصالحة. فأما مريم فتزوجها " أولًا عمر بن أحمد قاشقجي. ومات عنها وله منها بنت وولد موجودان. وتزوجها " بعده الخطيب عباس بن الأخ علي الأنصاري وله منها بنت وصالحة تزوجت على جمال الهندي ولد أبي خشيم القماش وهي معه الآن. وكان بالمدينة المنورة في أول هذا القرن الثاني عشر رجل لطيف من أهل الشام يسمى مصطفى الشامي رأيت في تاريخ الأديب البارع الشيخ عبد الرحمان الذهبي الشامي في ترجمة السيد أحمد اليمني ذكر أنه كان يهوى غلامًا جميل الصورة من أولاد خطباء المدينة يقال له خير الدين إلياس فاتفق أنه كان مقيلًا هذا الغلام مع مصطفى الشامي المذكور ومعهما جماعة من المحبين. فكتب السيد أحمد المزبور إلى خير الدين إلياس المذكور. أخير الدين أنك أم عمرو وعندك مصطفى الشامي الحمار " وإذا ذهب الحمار بأم عمر فلا رجعت ولا رجع الحمار " فكتب بعض الحاضرين الأصحاب الجواب: أيا أنسي لا تكن موحشي وأقبل علي ولا تخش عار فإني مذنب على ما فعلت وها قد رجعت وعت الحمار وكان هذا الرجل مصطفى المزبور من الإخوان والأخدان الظرفاء. توفي وأعقب من الأولاد: عبد الكريم ومحمدا وأحمد وفاطمة زوجة محمد كتخدا سردن سابقًا والدة ولده عثمان الموجود الآن. " بيت شقلبها ". أصلهم الحاج محمد من أهل دمشق الشام. قدم المدينة المنورة في سنة 070. وكان رجلًا كاملًا عاقلًا. وكان صاحب ثروة ويتعاطى البيع والشراء ويدين الناس. وإذا تعسر على أحد الخلاص يقول له: شقلبها. يعني اجعل لها ربح وابقها. ولقب بهذا اللقب. والله أعلم. وتوفي وأعقب من الأولاد: إبراهيم وأحمد وزوجة السيد يحي الأزهري. فأما إبراهيم فكان رجلًا كاملًا عاقلًا. وكان بيننا وبينه صحبة ومحبة قديمة. وكان قرأ على والدنا ويحضر درسه. وصار جوربجيًا في القلعة السلطانية. وكان يتعاطى صنعة الحرير. وتوفي سنة 1178. وأعقب من الأولاد: كمال الدين وسعيدًا وأحمد وأبا بكر. فأما كمال الدين فهو رجل كامل عاقل وصار جوربجيًا في القلعة السلطانية. وصار من المتحركين المتكلمين. وتحصل على أموال عظيمة بسبب التحيلات والمكر. واحتوى على تعلقات غالب من بلغ سفيهًا وخصوصًا ابن أخي عمر الأنصاري فإنه استأصل جميع ما عنده من الأموال حتى صيره إلى أسوأ حال. ثم ذهبت تلك الأموال ومثلها معها من كمال. ويقال في الأمثال " الشيء كما دخل يخرج " وأخرج من القلعة السلطانية. وتعاطى الفلاحات. ثم تركها وسافر إلى بغداد. ثم رجع إلى المدينة. وله من بنت عثمان أرفوي أولاد. وأما سعيد فهة رجل عن الخير بعيد. وهو من باب ضد الأسماء رجل جبار عنيد. صار من أهل القلعة السلطانية. وتولى جاوشًا. ثم ارتقى إلى أن صار كتخدا القلعة. وأحدث بأهل البلدة الشريفة كل مفسدة. ثم أدبرت الدنيا عنه. وأراد جماعة قتله فهرب إلى مكة. وجاء مع الشريف حين زار القبر المنيف وهو بها الآن. وله أولاد وبنات كلهم عقارب وحيات. وأما أحمد فكان رجلًا كاملًا يبيع ويشتري في دكانه مشتغلًا بما يعنيه من شأنه. وتوفي سنة 180. وأعقب ولدين: أحمد وحسنًا. وأما أبو بكر فهو رجل كامل. لكنه سفيه اللسان لا يكاد يسلم منه إنسان. ويتعاطى البيع والشراء حتى وقع مع أحمق بلا امتراء فلغا عليه فضربه ضربة بالسيف وثنى عليه فمات في الحال بلا أين ولا كيف. وقتل سنة 1182. وأعقب ولدًا صغيرًا اسمه حسن وبنتًا موجودين اليوم.
|